حفيدة دولة قديمة ,تأسست وكبرت بين أحضان الفرات داعبت خصلاتها الخضر نسائم الجنوب حتى أثمرت تمراً ودرت نخلاتها عسلاً .هذه الحفيدة العتيدة ترابها حضارات قبل (6) آلاف عام وبنى روحاً من الحضارة التي لا تعرف غير السماء طريقا , أنها مدينة الناصرية (ذي قار).
تقول الألواح الطينية المدونة باللغة المسمارية ان اسم (سمر) ظهر منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام (ق.م) وان هذا الظهور أعقب بدايات الوجود السومري في جنوب العراق بثلاثة آلاف عام..
الوحدة
تاريخ بلاد سومر بدأ بحضارة المدن كأور ونيبور ولارسا ولجاش وكولاب وكيش وايزين وار يدو وارب.
كانت تلك المدن تعرف العمارة والعلوم , وتعرف السياسة والحكم ,لهذا عرف الملك السومري (اتيانا) معنى الوحدة, فكان أول من وجد بلاد سومر قبل أكثر من (3800) عام . ومن وحدة ادر تكونت أولى الإمبراطوريات التي حكمت في الشرق فبعد الملك (اتيانا) جاء (ميسكيا جاشر) ملك مدينة أوروك (الوركاء) الذي سيطرت جيوشه على أواسط آسيا وغربها وبنى إمبراطورية امتدت من ساحل سوريا على البحر المتوسط حتى جبال زاجروس, واستمرت فتوحات بلاد سومر حتى وصلت إلى عيلام شرقا وأقامت للإله (انليل) بمدينة (نيبور) التي أصبحت فيما بعد المركز الديني والحضاري لسومر.
الحفيدة
ذي قار هي الحفيدة الشرعية لتلك الإمبراطورية المترامية الأطراف وهي واحدة من كمحافظات العراق واسمها نتاج معركة معروفة في التاريخ انتصر فيها العرب لهذا الحفيدة أبناء وبنات وبيوت وتواريخ تطرزها من كل جانب فهنا قضاء الجبايش , والرفاعي , وسوق الشيوخ , والشطرة , وهناك تناسلت الاقضية وأنجبت نواحي مطرزة بالماء والخضرة والوجوه الطيبة ,الفرات, الإصلاح, البطحة, الحمار التي تقع على ضفاف هور الحمار الممتد من ناحية
الفهود إلى الجبايش والمدينة وصولاً إلى البصرة,
الهور
كان فلاحو ذي قار يزرعون على ضفاف هور الحمار انواعاً من الرز منها العنبر والنعيمة والحويزاوي والبزمكي وعندما شح الفرات انعدمت الزراعة في ضفافه لكن ذي قار ظلت غنية بخصوبتها ومراعيها ونخلها وطيورها واهوارها وهي اليوم تستعيد عافيتها لتغني للحياة مرة أخرى .
أهلها
يمتاز أهل ذي قار بطيبة القلب شأنهم شأن أبناء العراق تعلموا الحكمة وطيبة النفس والأخلاق الكريمة من مدرسة الدواوين (المضايف) واشتهروا بالشعر والأدب ولهم مجالس مشهودة وكانت لشعرائهم دواوين من الشعر الشعبي كالابوذية والدارمي .ويتسم أهل ذي قار في شعرهم وأحاديثهم بلهجة (الحسجة) المشحونة بالرمز والذكاء وعشائرهم معروفة ولها سجل بطولات وشجاعة وكرم .
تأسيسها وموقعها
في بداية تأسيسها عرفت باسم لواء المنتقل ثم في العهد الجمهوري الأول أصبح اسمها لواء الناصرية وفي سنة 1969 أبدل اسمها إلى محافظة ذي قار نسبة إلى الواقعة التاريخية التي حدثت بين العرب والفرس قبل الإسلام في هذه البقعة الجغرافية والتي كانت فيها عيون ماء عذبة تسمى عيون ذي قار والدلائل التاريخية تشير إلى هذا الاسم خاص بهذه المنطقة منذ القدم .
وتضم المحافظة تجمعات ومواقع أثرية تعود إلى (5000) سنة مضت والناصرية من المحافظات التي أخرجت قادة ووزراء والعديد من الأدباء والمطربين.
والناصرية مدينة تقع جنوب غربي البلاد على نهر الفرات وهي مركز محافظة ذي قار وهي تاسع اكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان حيث ان عدد سكانها عام 1987 هو 265،937 في حيث ان عدد سكانها حسب إحصاء عام 2002 هو 535,000 نسمة يضم الجزء الجنوبي الغربي من الناصرية محطة لتوليد الطاقة الكهربائية التي بنيت في سبعينيات القرن الماضي .ومدينة الناصرية الحالية بنيت عام1870ميلادية على ضفاف نهر الفرات، بناها الأمير ناصر السعدون (أمير قبائل إمارة المنتفك) وسميت باسمه وكان يسمى مركز المدينة سابقا عكد الهوا وهي المنطقة المسماة حاليا (الحبوبي) وتقع مدينة أور الأثرية والزقورة الشهيرة على بعد كيلومترات معدودة من المدينة التي يعود تاريخها لآلاف السنين _دخل الانكليز مدينة الناصرية بشكل كامل شهر تموز من عام 1915 عند استعمارهم للفرات في بدايات القرن الماضي بعد معركة الناصرية الشهيرة حيث قتل (2000) جندي عثماني و(400) جندي بريطاني وهندي.
أور المدينة التاريخية
أور هو موقع اثري لمدينة سومرية في تل المقير جنوب البلاد وكانت عاصمة للسومريين عام 2100 ق.م وكانت بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهرب الفرات قرب (اريدو) ألا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية.
وأور تعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم ولد فيها الخليل إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 ق.م ونزلت عليه فيها الرسالة الحنفية، اشتهرت المدينة بالزقورة كما كانت المدينة مسكونة منذ فترة العبيد حيث كانت القرى عبارة عن مستوطنات زراعية ولكنها أصبحت مستوطنة كبيرة مع حاجة هذه المدن إلى مستوى اعلي من حيث السيطرة على الري في أوقات الجفاف,.
سومر .. أو سوق الحكيم
اسماها السومريون (سوك مارو) أي سوق الحكيم وإطلالها (أيشان) كبقية المدن السومرية المندثرة في جنوب العراق ,يقول الرواة ان سوق الشيوخ نشأت على مرتفع واسع من الأرض أو تل كبير وعلى إحدى (اليشن) السومرية القديمة حيث وجده بعض الباعة من أبناء الأرياف القريبة منه خير ساحة لمبادلة البضائع المختلفة وكان يعرف بـ(وربما يكون محرف من كلمة (مواشي) أو من اسم قديم محلي والنواشي كما يقول عبد الرزاق الحسني (فخذ من عشائر بني أسد وكان أفراد هذه القبيلة يبتاعون منها ما يحتاجون إليه من طعام وكساء قبل ان يرحلوا إلى البادية فلما نزل إلى السعدون هذه السوق أيام مشيخة الأمير عبد الله بن محمد مانع اخو سعدون الذي اشتهر باسمه الأسرة. اشتهر السوق المذكور بسوق الشيوخ لان السعدون كانوا شيوخ المنتفك أي زعماؤه ،فلما حل الأمير ثويني عبد الله السعدون محل أبيه في المشيخة على قبائل أمارة المنتفك في سنة 1175 – 1761 م أمر ان تكون هذه السوق ثابتة ويقول يعقوب سركيس في كتابه مباحث عراقية ان سوق الشيوخ لم تشيد ألا بعد سنة 1781م_ 1196ه مركزا ثابتا لمهمات الشيوخ المذكورين ومخزنا لذخيرتهم وملجأ حصينا يلجأون إليه عند الحاجة وخطط لهذا الغرض عمارة على الضفة اليمنى من الفرات موضع يبعد عن الناصرية 35 كيلومترا غرباً فما انتهت المشيخة إلى الأمير حمود بن ثامر السعدون تظاهر بالارتياب من الحواضر وكانت الحكومة العثمانية تعمل يوم إذ على توسيع الحركة العمرانية في جنوبي العراق لتقضي على النفوذ القبلي وتمدن الرؤساء والشيوخ فانتهز الوالي مدحت باشا ذلك فرصة فأسس لواء المنتفق وجعل شوق الشيوخ مركز قضاء تابع لها منذ عام 1264_1870 م فلم تزل في تقدم وتوسع حتى غدت مدينة كبيرة يقطنها عشرة آلاف نسمة من البحارنة والحرفيين والتجار من حواضر مختلفة من العراقيين المتجمعين من هنا وهناك طلبا للرزق ثم اتسعت رقعة السكن الدائم باتساع النشاط الاقتصادي والاجتماعي وتوافد التجار والحرفيين على المدينة فظهرت المحلات وقسمت على أساس الانحدارات العشائرية أو الاقليمية فنجد مثلا محلة (البحارنة) نسبة للبحريينين القادمين من البحرين على شواطئ الخليج العربي ثم محلة (البغادة) واصلها جاء من بغداد وهذه محلة الحويزة للذين هاجروا الاحواز ومحلة الحضر وسكانها الذين جاءوا من مدن متفرقة وكانت هذه المحلات الأربع متجاورة على التل الذي عليه المدينة التي سورة وفتحت فيها الأبواب في العهد العثماني التي تسمى القول جمع قولة وذلك في ولاية مدحت باشا والتي سميت بقضاء سوق الشيوخ 1870م وعين حسين باشا قائممقام فيها ،وفي القرن العشرين توسعت فهناك عبر النهر محلة الصابئة وهناك محلة الإسماعيلية لقضاء شوق الشيوخ ثلاث نواح وهي (العكيكة) وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عكة الدهن أي وعاء الدهن لان أهلها كانوا يبيعون الدهن وكرمة بني سعيد والجبايش ناحية عكيكة ومركزها موقع قروي يسمى المخفر فيه مخفر للشرطة شيده على صدر نهر الفسحة المتشعب من الفرات على مسافة 7 كيلومترات من سوق الشيوخ شمالا بعد ثورة سوق الشيوخ سنة 1935 وهناك ناحية كرمة بني سعيد ومركزها قرية الكرمة القائمة على الضفة اليمنى للفرات وهي من المناطق الرائعة حيث ينقسم الفرات عند مدخل هذه الناحية إلى عدة شعب تزيدها رونقاَ ثم أضيفت ناحية الطار الواقعة جنوب الكرمة على ضفاف الفرات .
قلعة سكر
مدينة قلعة سكر هي اكبر النواحي في العراق التابعة لمحافظة ذي قار تأسست عام 1863 م وتقع القلعة على ضفاف الفرات الذي يتفرع من نهر دجلة عند مدينة الكوت محافظة واسط ويمر بأراضي واسط ومحافظة ذي قار وينتهي عند الناصرية وسميت بهذا الاسم وذلك لأنه في بداية التأسيس بنيت بناية طينية تشبه القلعة وبانيها هو سكر المشلب فسميت بقلعة سكر إلى ان اتسعت وأصبحت مدينة ثم قضاء في العهد الملكي ثم تحولت إلى ناحية سنة 1928 إلى يومنا هذا عدد سكانها يتجاوز المئة ألف نسمة وهي من المدن التي تضم الآثار السومرية مثل تل الكحلاء وتل أبو عمود بالقرب من منطقة عكيل أما موقعها فإنها تقع وسط أربع محافظات من الشمال مدينة الكوت ومن الجنوب مدينة الناصرية ومن الشرق العمارة ومن الغرب الديوانية وتبعد عن مدينة الناصرية بـ 110 كم وعن بغداد 260كم وتمتاز المنطقة بمناخها المعتدل وهي منطقة زراعية ومدينة حالمة حيث البساتين على ضفاف نهر الفرات كثيرة وكانت القلعة مشهورة بزراعة الرمان المميز ذي المذاق الحلو وحيث غنى المطرب حسين نعمة أغنيته المشهورة (رمان القلعة) وتشتهر أيضا بالجبن (الذي يضع بالقرب من قلعة سكر ومن عشائرها الكبيرة عشائر آل حميد وعكيل وبني ركاب وهي عشائر عربية لها أصولها التاريخية.
مدينة بدأ منها التاريخ
ذي قار تلك المحافظة التي منها بدأ التاريخ فكانت حضارة أور ولكش ولارسا واريدو والعبيد وسنكرة واوما حيث أول المعابد في التاريخ وعزفت في مدينة اور أول قيثارة للموسيقار شولكي من السلالة الثالثة بسبع الات موسيقية وفيها حفرت أول قناة اروائية عرفها البشر هي نهر الغراف على يد الحاكم السومري انتمينا وكذلك بنى الأمير اورنمو أول معبد شاهق في الكون هو زقورة اور بمدرجاتها الصاعدة إلى كبد السماء مواددة للالهة ننا –الهالقمر–فكانتمكاناللتفتحوالوعيوالحلمومكانالولادةأصحابالضوءالقدسيإبراهيمالخليلوايوب (عليهماالسلام) وربما حسب الاعتقاد كانت بطائح الاهوار هي مقر السومريون نقطة لانطلاقة سفينة النجاة والرحمة بربانها النبي نوح (عليه السلام) ثم توالت الأزمات وبقيت الآثار والأطلال حبيسة الخراب والتراب حتى جاء الاستعمار ليضع حاضرة جديدة في المكان ذاته حيث تمثلت البذرة الأولى لإنشاء محافظة ذي قار بتأسيس مدينة الناصرية عام 1869 من قبل المهندس جولس تيلي في عهد الوالي العثماني مدحت باشا نسبة إلى متصرفها الأول ناصر باشا السعدون وتزامن هذا الحدث مع نشوء صحيفة الزوراء وبداية تاريخ الصحافة العراقية. ويذكر ان أول من اتخذ دار للسكنى هو الخواجة نعوم سركيس وبنى سوق الخواجة وخانات ساهمت بتجمع الناس من مدن العراق الأخرى من بغداد والنجف الاشرف وسامراء والسليمانية ومن القبائل المحيطة بالمدينة، وتوسعت المدينة على جانبي نهر الفرات وامتدت على ضفاف نهر الغراف، وسميت محافظة ذي قار بعد قيام الجمهورية العراقية، وكان فيها الساسة والوزراء والادباء والمثقفين الذين لعبوا دورا في الحياة السياسية والادبية في تاريخ العراق. وتبلغ مساحتها (12900) كم2 أي ما يعادل (5160000) دونم موزعة على خمسة أقضية وخمسة عشر ناحية، ويبلغ عدد سكانها حوالي(2000000) مليوني نسمة وفيها (36) قبيلة وفيها الاهوار الشاسعة ومراقد ومقامات بعض الأولياء الصالحين ويمر بمنتصفها نهر الفرات ونهر الغراف المتفرع من نهر دجلة عند سدة الكوت والذي يقف عند مدينة الشطرة مرورا بمدن الفجر وقلعة سكر والرفاعي وينتهي في هور الحمار عبر البدعة وكذلك يوجد أكثر من 800 موقع اثري مكتشف لحد الآن وأيضاً مصفى الناصرية النفطي وكذلك المعامل والمصانع والمواد الأولية اللازمة لذلك فضلا عن الثروات النفطية الهائلة والمعادن النفيسة والكادر الكفوء من اهلها بوجود الكثير من حملة الشهادات العليا بمختلف الاختصاصات العلمية والإنسانية.
وذي قار هي احدى المحافظات العراقية سميت نسبة لمعركة ذي قار الشهيرة بين الفرس والعرب قبل الإسلام التي وقعت فيها. يقدر عدد سكان المحافظة بحوالي مليون و 800 الف نسمة تضم غالبية شيعية إضافة إلى أقليات من المسلمين السنة والصابئة، كما تضم العديد من القبائل العربية من البدو والحضر إضافة إلى تواجد عرب الاهوار في منطقة الأهوار وأقلية كردية.
في بداية تأسيسها عرفت باسم لواء المنتفك ثم في العهد الجمهوري أصبح اسمها لواء الناصرية، وفي سنة 1969 بدل اسمها إلى محافظة ذي قار عندما قام حزب البعث في تلك الفترة بتغيير أسماء المحافظات العراقية فصار اسم محافظة الناصرية هو محافظة ذي قار نسبة إلى الواقعة التاريخية التي حدثت بين العرب والفرس قبل الإسلام في هذه البقعة الجغرافية والتي كان فيها عيون ماء عذبة تسمى عيون ذي قار. والدلائل التاريخية تشير إلى أن هذا الاسم موجود لهذه المنطقة منذ القدم. وفي بداية التأسيس كانت الصحراء الجنوبية للعراق تقع ضمن هذه المحافظة إلا أنه في سنة 1970 أضيفت الصحراء إلى محافظة المثنى – ومركزها السماوة – التي تأسست حديثاً. تضم المحافظة تجمعات ومواقع أثرية تعود إلى (5000) سنة مضت وتوجد فيها مدينة أور القديمة، وهي الأرض التي كانت يسكنها السومريون والاكديون وغيرهم والتي ولد فيها سيدنا إبراهيم الخليل، والناصرية من المحافظات العراقية التي أخرجت أدباء ووزراء والعديد من المطربين. ومن مدنها الشطرة، البطحاء (والتي حدثت فيها معركة ذي قار وتسمى ببطحاء ذي قار) والرفاعي، سوق الشيوخ، الجبايش، قلعة سكر.
كما وسميت ذي قار لكثرة استعمال القار في أبنيتها، وليس كما يذكر نسبة إلى معركة ذي قار فالمعركة أخذت اسمها من المنطقة وليس العكس فهي بلاد سومر في العصور القديمة، وواسط أيام الدولة الأموية، ثم البطائح في العصر العباسي، فالمنتفق في العهد العثماني نسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعيب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.