يقع جامع ومرقد سلمان الفارسي (رض) في قضاء المدائن (سلمان باك سابقاً) بالقرب من نهر دجلة وطاق كسرى. والمرقد يعود إلى أبي عبد الله سلمان الفارسي الصحابي الجليل وهو من بلاد فارس من (رامهرمز) وقيل من أصفهان من قرية يقال لها (جي)، أسلم عند قدوم النبي محمد (ص) المدينة المنورة، وكان عبداً لقوم من بني قريظة فكاتبهم فأدى رسول الله كتابته وأعتق ووالى بني هاشم. وأصبح من حواري رسول الله (ص)، وكان إذ قيل له مَن أنت يقول: « أنا سلمان ابن الإسلام ». وذكر ابن جرير في تاريخه في حوادث سنة 17هـ إن سلمان صار والياً على المدائن في العراق سنة 17هـ (638م).
يتألف مبنى جامع ومرقد سلمان الفارسي من ثلاث أبنية أحدها هو البناء الرئيس الذي يضم رفات سلمان الفارسي (رض)، أما الثاني فيضم رفات الصحابي حذيفة بن اليمان (رض)، ويقابله مبنى رفات جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) وطاهر بن الإمام محمد باقر (ع)، وهو ملاصق لمبنى ضريح سلمان الفارسي والجامع واسع كبير وملاصق لمبنى ضريح سلمان الفارسي من الجهة الثانية.
وتعلو هذه المباني قباب أربع هي على التوالي: قبة فوق الجامع وقبة فوق قبر سلمان الفارسي وقبة قبر حذيفة بن اليمان وقبة فوق قبري جابر بن عبد الله الأنصاري وطاهر بن الإمام محمد الباقر. وكسيت القباب من الخارج بزخارف هندسية بسيطة، وعلى جوانبها ترتفع مئذنتان أسطوانيتان تجلسان على قاعدتين مربعتين شيّدتا من الطابوق (الآجر) والجص، وزينتا بالبلاط المزجج (القاشاني) الرائع.
ويحيط بالمبنى من جميع جهاته صحن واسع، ويحيط بالصحن من جهاته الثلاث غرف تتصدرها مجازات تعلوها أقواس ذات رؤوس مدببة. وفي الصحن يوجد مصلى صيفي كبير ومكان للوضوء والمرافق في إحدى زواياه، وللصحن ثلاثة مداخل موزعة على ثلاث جهات من سور المبنى.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا