زاخو مدينة كوردستانية تقع غرب دهوك على بعد 45 كيلومتراً منها، كما تبعد عن الموصل بـ(114) كيلومتراً وعن بوابة ابراهيم الخليل الحدودية والتي تربط اقليم كوردستان بدولة تركيا بعدة كيلومترات ، كما انها لا تبعد عن سوريا سوى بعدة كيلومترات، وقد منح نهر الخابور الذي يمر في وسط زاخو منظراً سياحياً جميلاً للمدينة، وتربط سبعة جسور جانبي المدينة أشهرها هو الجسر التأريخي والسياحي (دلال) ويطلق عليه ايضاً اسم الجسر العباسي، ويقصد سنوياً الآلاف من السياح.

مدينة زاخو
زاخو احد الاقضية التابعة لمحافظة دهوك وتضم ثلاث نواح (رزكاري، باطوفة، دركار)، وهناك آراء مختلفة عن تسمية مدينة زاخو ولكن لم يحسم بعد اصل التسمية حيث يذهب البعض الى ان الاسم مأخوذ من اسم (زاخاريوس) وهو احد قادة زينفون الذي غزى المنطقة في حدود عام (401) قبل الميلاد وهناك رأي اخر مفاده انه جاء من (زاخوتا) وهي كلمة آرامية تعني النصر، فيما هناك رأي يقول انه مأخوذ من (أزاخبو) حفيد النبي (نوح) عليه السلام الذي حكم المنطقة في عام (800) قبل الميلاد، وتوجد اراء اخرى حول تسمية المدينة منها ما يقول انها مأخوذ من كلمة (زي) أي النهر الكبير وكلمة (خوك) بمعنى المالح. ويتألف أهالي المنطقة من الكورد والمسيحيين والأرمن، ان زاخو هي مدينة السلام والتآخي، مدينة التجارة والسياحة والفنانين والمثقفين والثوريين، مدينة الحرف والمهن الشعبية سيما الازياء الكوردية الشهيرة (شال وشبك) وفي الوقت ذاته هي مدينة الضيافة والتعايش والفحم الحجري والنفط والثروات الطبيعية.

جسر دلال
يقع جسر دلال في الجزء الشمالي الشرقي لمدينة زاخو ويجري تحته نهر الخابور الذي يقسم مدينة زاخو، تطلق على هذا الجسر اسماء عدة، منها جسر دلال كما كان العباسي او الحجري او الكبير، لقد زاره عدد كبير من علماء الآثار المحليين والاجانب ولكنهم لم يتأكدوا بعد من تأريخ انشائه، وذلك بسبب الترميمات التي أجريت عليه في فترات مختلفة من الزمن. وحول كيفية انشائه، هناك آراء مختلفة منها انه تم انشاؤه في عهد الرومان او في عصر الاسكندر اليوناني والبعض الآخر يذهب الى ان تأريخ انشائه يعود الى عام 401 ق.م، عندما عبر عليه جيش زينفون المحتل، والرأي الآخر يشير الى عصر العباسيين، وهناك رأي يقول: انشىء الجسر في عهد الملك بهرام ابن اردشير الكوردي وقد سمى الجسر بأسم ابنته (دلال)، و الرأي الاقوى يؤكد انه انشىء في عهد اليونانيين كونه يمتاز بطراز هندسي يوناني، ويرتكز الجسر على دعامات صخرية قوية يبلغ عددها (5) دعامات، وبسبب اختلاف طول الدعامات اتخذ الجسر شكلاً محدباً، يبلغ ارتفاعه (15.5) متراً وطوله (114) متراً وعرضه (4.70) متراً.

زاخو والسياحة
تمتاز مدينة زاخو بمواقع سياحية وأثرية مختلفة، وجسر دلال احد هذه المواقع الجذابة في اقليم كوردستان والعراق وحتى في الشرق الاوسط، لذا فان الآلاف من السياح يقصدون مدينة زاخو لمشاهدة جسر دلال والاماكن الاخرى.
وتوسع الحركة التجارية في المنطقة اكسبها اهتماماً كبيراً حيث بنيت عشرات الفنادق والمطاعم والمقاهي والاسواق فيها، فيما تتوزع مواقع دينية وسياحية في اطراف زاخو، بينها مزار ابراهيم الخليل في ناحية رزكاري، مزار كولخان اخت النبي نوح (ع)، ومزار زمبيل فروش وبائعة السلال، الواقع في ناحية باطوفه، الى جانب مطرانية زاخو التي بنيت عام 1894م وكنيسة بيدار القديمة ودير الكلدان قرب ناحية دركار، فضلاً عن وجود اكثر من (20) مسجداً، وقد عثر العلماء والسياح على آثار سفينة النبي نوح (ع) التي رست على جبل جودي، ويعتبر مصيف شرانش من الاماكن السياحية الخلابة في اقليم كوردستان ويقع في ناحية دركار شمال زاخو، اضافة الى كهف بهيري الذي تنبع منه عين ماء زلال، هذا وقد بنيت العشرات من الكبرات واماكن النزهة والراحة على نهر الخابور وبمحاذاة جسر دلال، وتتمتع منطقة زاخو بجمالها الطبيعي في فصلي الربيع والصيف مما جعلها موقعاً سياحياً متميزاً.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا