تفاوتت طريقة التعامل مع المرأة بين مجتمعات العرب ما قبل الإسلام، ففي بعض تلك المجتمعات وصلت المرأة إلى أعلى مراتب السلطة، على غرار “زنوبيا” ملكة تدمر، و”بلقيس” ملكة اليمن. كما عملت بعض النساء في التجارة. بالمقابل، مارس بعض العرب قبل الإسلام عادة “وأد البنات” عند ولادتهن. يقدم هذا السلوك نموذجاً لطبيعة النظرة إلى المرأة في بعض مجتمعات العرب ما قبل الإسلام، وعليه فليس من المغالاة في شيء اعتبار ما قدمه الإسلام إلى المرأة بمثابة ثورة كبرى. وبالمقارنة بين الحقوق التي منحتها الشريعة الإسلامية للمرأة، وبين الحال الذي كانت عليه النساء في ذلك الوقت، وفي غالبية المجتمعات الإنسانية، يصير من المأمون اعتبار تلك الحقوق تحولاً كبيراً بكل معنى العبارة، ذلك أن الإسلام أنهى معتقداً كان شائعاً لدى ثقافات عديدة، يعتبر المرأة “دنساً” وسبباً للخطيئة، ومجلبة للشر في كل حال. وبإنهاء هذا المعتقد انفتح الباب وسيعاً أمام طيف واسع من الحقوق التي كرسها الإسلام للمرأة.
ومن الضروري هنا التمييز بين حقيقة أن الإسلام قد أقر حقوقاً هامة جداً للمرأة، وبين حقيقة أن بعض المورثات والمفاهيم التي استمرت قوية لدى بعض المجتمعات الإسلامية في النظر إلى المرأة، لا صلة لها بالإسلام في واقع الأمر، وإنما هي عادات ومفاهيم موروثة، منذ ما قبل الإسلام.
وللتعرف اكثر على هذا الموضوع اقام تجمع الجامعيين العراقيين في إيران
ندوة إفتراضية تحت عنوان:
حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية و القوانين الوضعية
الأستاذ المحاضر: د.مها المرشدي