عباره عن سجل مصور صاغه الفنان جواد سليم عن طريق الرموز أراد من خلالها سرد أحداث رافقت تاريخ العراق مزج خلالها بين القديم والحداثه حيث تخلل النصب الفنون والنقوش البابلية والآشورية والسومرية القديمة فضلا عن رواية أحداث ثورة تموز 1958 ودورها واثرها على الشعب العراقي وكثير من الموضوعات التي استلهمها من قلب العراق ولعل أهم ما يجذب الشخص عندما يطالع النصب للوهله الأولى هو الجندي الذي يكسر قضبان السجن الذي يتوسط النصب لما فيه من قوه واصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الاضطراب والغضب والمعاناة إلى السلام والازدهار.
اشار الباحثون الى معنى الاربع عشرة قطعة المكونة للنصب اذ بدأ بوصف الحصان الجامح الواقع باقصى جهة اليمين من النصب والتي تبدأ فيه حركية النصب من خلال عنق الحصان وعيونه المتوجه صوب مركز النصب وعلى الرغم من ان هذا الرمز يرسخ الاصالة والقوة الا انه من غير فارس فقد اوقعت الجماهير الفارس على حد وصف الباحث من خلال رمز الرجال الثلاثة الممسكين بالحصان والشخص الرابع الذي يعلن بدأ الثورة.
القطعة الثانية اشارت الى رواد الثوراث او الثوار وهم يرفعون اللافتات عاليا ويشير الباحث الى ان الفنان يرمز هنا الى تمرد الشعب على الطغيان في العصور السالفة وكذلك في ثورات وانتفاضات العراق في تاريخه الحديث والتي اشترك فيها الرجال والنساء وان الحركة لازالت مستمرة في هذا الجزء باتجاه مركز النصب.
في القطعة الثالثة جسم الفنان صورة الطفل اذ راى بالطفل الامل والمستقبل ومثله بميلاد السيد المسيح مشيرا الى ميلاد الحياة الجديدة بما فيها من براءة وحب وتضحية، وهذا الميلاد لا يتم الا في خضم العنف والالم على حد قول الباحث.
القطعة الرابعة اشارت الى المرأة الباكية اذا اراد الفنان ان يؤكد على دور المراة العراقية في كل تمرد وانتفاضة ووصف هنا الفنان المرأة وهي تلف عباءتها على جسمها وهي في موقع الرثاء والصياح اشارة الى الغضب والفجيعه. وتؤلف القطع الاربع معا مجموعه مترابطة ترابطا عضويا.
اشارت القطعة الخامسة الى الشهيد اذ ان الفنان يرى بان لا صراع بدون شهيد وهو رمز الصراع والموت العنيف من اجل معنى الحرية ، وبنفس القطعة اشار الفنان الى الأم الثكلى التي تبكي ابنها المقتول ومن حولها النساء باسلوبه الهلالي الشديد الوضوح ومحاكيا لاسلوب انجيلو لكونه اتخذ فلورنسا مدينة انجلو مكانا لنحت هذه التماثيل.
وفي القطعة السادسة يعبر الفنان عن اسمى العلاقات الانسانية في الحياة وهي علاقة الام بطفلها اذ وصف الفنان هذه العلاقة بحركة دائرية تحيط الام فيها بالحياة الجديدة احاطة السور المنيع ، وتجسد هذه القطعة مع التي قبلها معنى الموت والميلاد او الموت من اجل الحياة اذ ان مأساة الشهيد هي الطريق الى فرح الحياة الجديدة.
وتمثل القطعة السابعة حسب وصف الباحث المفكر السجين او السجين السياسي اذ اشارت الى شيئين متداخلين الاول يشير الى المفكر المقيد وراء قضبان السجن وقد انطلقت يمناه فوق القضبان، اذ ان الفكر مهما تقيد لابد ان تنبثق عنه المثل العليا التي تحرك الضمير وتسمو بالارادة وتنتهي بالثورة على الظلم، اما الثاني فهو الشعب وهو يساند المفكروبمساعدة الجندي الذي نبت قدمه من كيان الشعب يحطم بالثورة القضبان المحيطة بالمفكر ويحقق الحرية له وللشعب على حد سواء.
في القطعة الثامنة يشير الفنان الى الجندي ويظهره بقفزة جبارة حطمت قضبان السجن من كل صوب اذ ان جسمه منبثق عن كيان الشعب ويده حاملة الغدارة يشد فيها ازره ليقول من هنا طلعت شمس الحضارة. ان هذا الرمز يشير الى يوم الثورة التي يرى فيها الفنان انها انهت سجل الماسي وحولت الشعب نحو الانطلاق والبناء. ويمثل القرص فوق الجندي الى الشمس وهي تمثل رمز النهار الوضاح بعد الظلام وهو من اقدم رموز العراق اذ توجد في الكثير من منحوتات وادي الرافدين القديمه وبوجه خاص الشمس التي في اعلى مسلة شرائع حمورابي. ويؤكد الفنان بانه هنا طلعت شمس الثورة بقيادة جنديها الشجاع.
القطعة التاسعة تمثل الجزء الثالث من ذروة الصراع التي تمثلها المجموعة الوسطى من النصب وهذه القطعة تشير الى الحرية متمثله بامراة تحمل مشعلا محاكيا النمط الاغريقي، شحن الفنان في هذه المراة شعور الفرحة العنيفة ولم يرغب ان يلصقها في الارض لذا لم يجعل لها قدمين و اراد لها ان تحلق عاليا.
القطعة العاشرة اشارت الى السلام اذ تحولت القضبان الى اغصان شجر والوجوه المشدودة الما تحولت الى وجه وديع صبوح تدلت حوله الضفائر في هلالين واشار الفنان الى الحمامات التي تشتهر بها مساجد بغداد اذ يرمز هنا الى بغداد نفسها. وتعد هذه القطعة حسب وصف الباحث اروع ما في النصب كله اذ جسد فيها الفنان حبه لبغداد وللحرية والمراة.
مثلت القطعة الحادية عشر الرافدين العظيمين من خلال امراتين عراقتين احداهن فارعه كالنخيل وهي تمثل دجلة والاخرى تمثل الفرات. ومثل الفنان روافد النهرين بصبية تحمل على رأسها خيرات الارض.
القطعة الثاني عشر اشارت الى الزراعة من خلال الفلاحين المستندين الى المسحاة وهما يقفان متماسكين اشارة الى العرب والاكراد.
القطعة الثالثة عشر اشارت الى الثور وهو من اقدم رموز العراق ومن اهمها في اساطيره وتطوره الفكري ويرمز الى الثروة الحيوانية التي يتميز بها العراق. واراد الفنان هنا ان يوجد صله رمزية بين الحصان في اقصى اليمين والثور في اقصى يسار النصب.
واخيرا اشارت القطعة الرابعة عشر الى الصناعة من خلال منحوتة العامل المنتج اشارة الى المستقبل المؤمن وخاتمه الى ملحمة الحرية الرائعة للفنان جواد سليم.