مقبرة وادي السلام هي أحد مقابر المسلمين والتي تقع في مدينة النجف في العراق، وتعد أكبر مقابر العالم حيث تحتوي حسب تقديرات على ما يقارب ستة ملايين قبر وادرجت ضمن قائمة التراث العالمي وقد حظيت المقبرة بشهرة واسعة بسبب الأحاديث والروايات التي رويت في فضلها، مما جعل الشيعة يتشوقون لتكون هذه المقبرة مثواهم الأخير. وكان لمجاورتها لمرقد الامام علي بن أبي طالب الدور الأكبر في منحها هذه المكانة الكبيرة، وقد اعتاد الزائرون للعتبات المقدسة المرور بوادي السلام وقراءة الفاتحة للموتى هناك والترحم عليهم والتشرف بالأماكن المباركة فيها. وتضم المقبرة رفاة الكثير من الشخصيات العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية من أبناء الطائفة الشيعية.وتحتوي المقبرة على نوعين من المدافن حيث هنالك القبور التي يصل ارتفاعها إلى 80 سم وهنالك السراديب التي يكون عمقها حوالي من 5 إلى 8 امتار تحت الأرض.

وجه التسمية
يتركب الاسم من مفردتي “وادي” و”السلام”، فأما الوادي فهو: كلّ مفرج بين جبال وآكام وتلال يكون مسلكاً للسيل أو منفذاً. وأمّا “السلام” فهو عند المسلمين اسم من أسماء الله تعالى، وتعني في اللغة العربية: التّعرّي من الآفات الظاهرة والباطنة.
وجاء في بعض المصادر أن وجه التسمية يعود إلى تسمية النبي بل جبرائيل لهذه البقعة، بمعنى أنّ المدفون فيها يسْلَم من عذاب عالم البرزخ وحسابه.ونقل الشيخ الكليني المتوفى سنة 328هـ ق او 329 هـ ق عن حبّة العرني عن علي بن أبي طالب رواية جاء فيها عنوان وادي السلام كاسم لهذه المقبرة.

موقعها الجغرافي وجذورها التاريخية
تقع مقبرة وادي السلام في محافظة النجف الأشرف إحدى المحافظات العراقية، ويحدها من الجنوب مرقد علي بن أبي طالب والشارع المعروف بشارع علي بن أبي طالب، ويحدها من الجانب الشرقي طريق النجف الممتد باتجاه كربلاء، ومن الشمال حي المهندسين، فيما تنتهي في الجانب الغربي ببحر النجف القديم.
تؤكد الروايات الدينية دون التاريخية عودة المقبرة إلى عصور ما قبل الاسلام، كما يظهر من الروايات أنها كانت – ومنذ القديم – مكانًا لدفن الموتى، بل أكّدت بعض الروايات التاريخية والدينية أنّها محل سجود الملائكة لآدم.
فعن علي بن أبي طالب أنه قال: لمّا أمر اللّه الملائكة أن يسجدوا لآدم، سجدوا على ظهر الكوفة.
وجاء في بعض الروايات أنّها مدفن عددٍ من الأنبياء، وفي رواية المجلسي عن العياشي أنّها: مَسجِدُ آدم ومُصلَّى الأَنبِياءِ.

المتشرفون بالدفن
مدفون فيها العديد من الشخصيات المهمة مثل قبور أنبياء الله هود وصالح وآدم ونوح[بحاجة لمصدر] ، وقبور ملوك وشيوخ وسياسيين وعلماء وفقراء وأغنياء لا فرق بين قبورهم كلهم في بقعة واحدة.

تقاليد الشيعة
يؤمن الشيعة ان ابراهيم اشترى ارض وادي السلام و ان علي بن ابي طالب قال انها قطعة من الجنة. و غالبية الشيعة يؤمنون ان علي بن ابي طالب سوف يشفع للمتوفي خلال عبور روحه من الحياة الدنيا الى الاخرة و يشجع الشيعة على دفن موتاهم في المقبرة من خلال مراسيم دينية، بعض مراسيم الدفن تشمل : يتم غسل جسد الميت و لفه بكفن في المقبرة، تتم صلاة الجنازة في ضريح الامام علي و يتم تدوير الجنازة حول الضريح ثلاث مرات، و تتلى بعض الايات القرانية خلال عملية الدفن.

تاريخ
يتم الدفن في المقبرة منذ اكثر من 1400 سنة و هي في قائمة التراث العالمي لليونسكو، الدفن في النجف قد تم توثيقه منذ عهد الساسانيين و البارثيين بأكتشاف مقابر ممثالة لهم، تشير التقديرات انه خلال حرب العراق حوالي 200-300 جثث تدفن هناك يوميا و في 2010 انخفض المعدل الى اقل من 100 يوميا و المعدل هو 500000 جنازة سنويا، و الاكثرية من ايران في القرن العشرين بحلول عام 2014 الصراع ضد داعش تم الابلاغ على ان المقابر توشك على النفاذ مما ادى الى الكثير من السرقات و البيع غير المشروع.

الفئات
لا يقتصر الدفن على طائفة أو عرق محدد بل تجد فيها المسيحي والمسلم والسني والشيعي والعربي والأجنبي واكثر المدفونين فيها من الشيعة ليجاوروا قبر ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا