الوركاء أو أوروك بالسومرية أواوريتش باليونانية، هي مدينة سومرية وبابلية على نهر الفرات، تبعد عن مدينة اور 35 ميل وتقع حوالي 30 كم شرقالسماوة. تعتبر مدينة الوركاء إحدى أوائل المراكز الحضارية في العالم ظهرت في بداية العصر البرونزي وظهرت قبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد و في مدينة أوروك أخترعت الكتابة و من هذه المدينة ظهر الحرف الأول في العالم و ذلك في حدود 3100 ق.م و قد ظهرت الكتابة بشكلها الأول حيث كانت في بداياتها كتابة صورية ثم تطورت فيما بعد لتصبح الكتابة المسمارية. اوروك كانت تلعب دور رئيسي في العالم في تلك الفترة قبل حوالي 2900 ق.م ويقال بأن مدينة اوروك كان طول محيطها حوالي 6 كلم وبذلك كانت أكبر مدينة في العالم بتلك الفترة وظهرت في هذه المدينة أيضا ملحمة گلگامش، وكذلك حيث كان يصنع بها الفخار غير ملون علي الدولاب (عجلة الفخار). كما صنعت الأوعية المعدنية. اخترعت بها الكتابة المسمارية وكانت عبارة عن صور بسيطة للأشياء علي ألواح طينية وكانت تحرق. أتبع فيها الخط المسماري. و قد بقت مدينة الوركاء محافظة على مكانتها كمدينة دينة و مركز لعبادة الألهة عشتار ألهة الحب و الحرب و كرست معابدها لعبادة عشتار فحافظت المدينة على نوع من القدسية. إلا أن المدينة بعد ذلك فقدت أهميتها حوالي سنة 2000 ق.م بعد أن احتلها البابليون والعيلاميون وبقت على حالها خلال العهد السلوقي والبارثي ثم غير نهر الفرات مجراه و لما كانت المدن في العالم القديم تعتمد على مجاري الانهار فقد هجرت المدينة و لم تسكن بعد ذلك .
بروز المملكة
أوروك هي المدينة التي عاش بها گلگامش وكتب ملحمته الشهيرة، أوروك حسب سفر التكوين هي ثاني مدينة بناها نمرود في ارض شنعار. كانت اوروك من أول مدينة متحضرة في تاريخ البشرية في حدود (4000 ق.م- 3200 ق.م) وخلال تلك الفترة تم بناء قرى زراعية حول مدينة أوروك، وكانت أوروك في ذلك الوقت تتمتع بقوة عسكرية واقتصادية.
كان خامس ملوكها گلگامش ابن الملك لوكال بندا وكانت المدينة مقراً لعبادة الإله أنو اله السماء و كبير الالهة السومرية،و قد لعبت المدينة دورا هاما في ملحمة گلگامش. حيث كان نظام الحكم السائد أنذاك هو نظام دويلا الملك إذ كانت كل مدينة عبارة عن مملكة مستقلة بحد ذاتها ، وكان بها معبد (أي أنا) الأبيض وكان عبارة عن مصطبة . واشتهرت بالأختام الغائرة.وقد كانت مدينة الوركاء هي أول مدينة أستطاعت أن توحد دويلات الملك حيث نجح ملكها لوكال زاكيزي بتوحيد الممالك المتناحرة و اسس دولة كبرى حدودها من البحر السفلي(الخليج العربي) إلى البحر الاعلى (البحر المتوسط) و لم تستمر سيطرة الوركاء طويلا اذا سرعان ما أستولى سرجون الاكدي على الملك و هزم لوكال زاكيزي و بذلك فقد شهد العراق بداية حقبة جديدة في تاريخة و هي الدولة الاكدية و التي سقطت على ايدي الكوتيين بحدود 2150 ق.م و عادت الوركاء مجددا إلى الظهور اذا استطاع أحد ملوكها من قيادة حرب وطنية من اجل تحرير البلاد من السيطرة الكوتية و هو الملك أوتو حيكال (بطل التحرير) و بذا فقد استعادت مدينة انو هيبتها و عادت إلى صدارة المشهد في حضارة العراق القديم و بعد 7 سنوات من حكم اوتوحيكال مات في ظروف غامضة ليستولي على العرش قائد جيشة و صهرة أورنمو الذي نقل عاصمة ملكة إلى مدينة أور و اسس سلالة جديدة و هي سلالة أور الثالثة. وكانت المدينة عاصمة لإقليمبابل السفلي. إلا أنها فقدت أهميتها بعد ظهور دولة أور. وبها بقايا زقورات. اكتشف المدينة الإنكليزيوليام لوفتس سنة 1849 م.
تمثال من أوروك في متحف اللوفر